مواد أخرى » تهديد حزب الله المتزايد في أميركا اللاتينية

بقلم روجر ف. نورييغا و خوسيه ر. كارديناس
American Enterprise Institascii117te for Pascii117blic Research(AEI(
3 تشرين أول، 2011
على مدى السنوات العديدة الماضية وسع حزب الله والراعين له في إيران عملياتهم في أميركا اللاتينية، الى حد كبير، للإضرار بالمصالح الأمنية الداخلية والإستراتيجية الأميركية. اليوم يستخدم حزب الله النصف الغربي للكرة الأرضية كأرض مرحلية، مركز جمع تبرعات وزيادة التمويل، وقاعدة تشغيلية لشن حرب لا متماثلة ضد الولايات المتحدة. فالرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وحكومات أخرى معادية لأميركا في المنطقة سهلوا هذا التوسع والإمتداد عن طريق فرشهم السجاد الأحمر ترحيباً بحزب الهق وإيران. ينبغي على صناع السياسة الأميركيين زيادة إهتمامهم بهذه المشكلة، توسيع أصولهم في المنطقة، وتطوير إستراتيجية شاملة لمكافحة هذا التهديد بطريقة مطردة ومجدية.
النقاط الأساسية في هذا الإستشراف
&bascii117ll; لمنع عزلتها الدولية وتقويض النفوذ الأميركي في المنطقة، قامت إيران مع وكيلها حزب الله بدفع ديبلوماسي وإقتصادي كبير داخل النصف الغربي للكرة الأرضية.
&bascii117ll; قام هوغو تشافيز وشعوبيون راديكاليون آخرون معادون لأميركا بصنع قضية مشتركة مع إيران وحزب الله في شن حرب لا متماثلة ضد الولايات المتحدة.
&bascii117ll; جرائم حزب الله في المنطقة قد تضاعفت ما أن قام بترسيخ علاقات أعمق مع منظمات إجرامية عابرة للبلدان.
&bascii117ll; تشير الأدلة الى أن حزب الله يشارك كارتلات المخدرات المكسيكية تقنياته وخبراته الإرهابية على طول الحدود الأميركية.
يعود تاريخ وجود حزب الله في أميركا اللاتينية الى منتصف الثمانينات، عندما بدأ بإرسال عملاء الى منطقة مشهورة بكونها خارجة عن القانون والمعروفة بإسم الحدود الثلاثية ( TBA) – حيث تلتقي حدود البرازيل، الأرجنتين والباراغوي – لإستخدامها كملاذ آمن رئيس لجمع وزيادة الأموال، تبييض الأموال، التدريب، التآمر، ونشاطات أخرى ذات صلة بالإرهاب. كما يتضمن نشاطهم تهريب المخدرات والسلاح، التزوير، تزوير وثائق السفر، و قرصنة البرمجيات والموسيقى. أدى تبشيرهم الى إنشاء خلايا عديدة لحزب الله، ما يقدر بـ 450 عميل في منطقة الحدود الثلاثية بحلول منتصف عام 2000.
من المستحيل تحديد مستوى النشاط الإجرامي الجاري في منطقة الحدود الثلاثية، لكن البعض يقدر بأن المجموعات الإسلامية المتطرفة هناك تحوِّل أموالاً قيمتها ما بين 300 إلى 500 مليون دولار سنوياً في شكل مكاسب غير مشروعة تصل إلى مجموعات إسلامية راديكالية في الشرق الأوسط. كانت السلطات الأميركية  واعية جداً للإجرام الوحشي الذي يحدث في منطقة الحدود الثلاثية عبر السنوات وإستشهدت ببعض الأفراد والكيانات بخصوص تزويد مجموعات إرهابية وتمويلهم وحققت بعض الأحيان عمليات قبض على مجرمين وسلمتهم الى القضاء، إلا أن المجهود الكامل المتعلق بمكافحة التهديد أُعيق بسب مستويات غير متكافئة من التعاون من قبل حكومات البرازيل، الأرجنتين، والباراغوي.
برغم ذلك، من غير المناسب إعتبارهذا الأمر، وببساطة، بمثابة قضية فرض قانون، وكأن أنشطة الأعمال غير المشروعة وعمليات زيادة الأموال وجمع التبرعات هي مجرد غايات بحد ذاتها. بالواقع، إن طبيعة التهديد قد تغيرت بشكل لا بأس به. فحزب الله منظمة إرهابية دولية بارزة مكرسة لشن حرب جهادية إسلامية ضد أعدائها، ويشتمل هؤلاء على الولايات المتحدة وحلفائها، وينبغي التعامل مع التهديد الذي يشكله وفقاً لذلك من قبل كل الدول الخاضعة للقانون.
طريقة عمل حزب الله
إن إنشاء خلايا في الخارج خدمة لمهمة حزب الله أمر يشتمل على وقت وإستثمار كبيرين. فالمجموعة لا ترسل سوى أكثر عملائها جرأة وإقداماً وإلتزاماً الى مناطق من دون وجود دعم. يجب عليهم تأسيس شبكة من لا شيئ في أوساط أشخاص بإمكانهم جمع وزيادة الأموال لإرسالها مرة أخرى الى القيادة في لبنان، التآلف مع الأرض والأهداف المحتملة، والبدء بالتخطيط لعمليات. إن مهماتهم تشتمل، وبشكل ثابت، على التسلل أو تأسيس مساجد أو 'مراكز إسلامية' لمساعدة حزب الله على نشر نفوذه، شرعنة قضيته، والترويج للجهاد على مستوى عالمي.
إن كل خلية من خلايا حزب الله هي تنظيم معقد ذي عناصر متعددة: عنصر الدعوة ( التبشير) والتجنيد؛ إستخدام رجال الدين، المراكز الدينية، مواقع الإنترنت، وبث وسائل الإعلام المحلية؛ عنصر جمع التبرعات وزيادةالأموال الذي يشرف على العلاقات وأنشطة الأعمال غير المشروعة؛ وعنصر تشغيلي يغطي المهمات اللوجستية، التخطيط، المراقبة والتنفيذ.
في النهاية، كل خلية من خلايا حزب الله موجودة لهدف وحيد يتعلق بتنفيذ عمليات، بالمكان والزمان المقرريْن من قبل القيادة العليا. إن الهدف من سرعة بناء البنية التحتية في الخارج هولتقليص الزمن ما بين قرار مواصلة عملية ما وتنفيذها الى أدنى حد ممكن.
تبدل اللعبة: أحمدي نجاد يجتمع بتشافيز
يعمل حزب الله كوكيل لإيران عالمياً وفي أميركا اللاتينية، وهذا واضح – تحديداً لصالح الحرس الثوري الإيراني، فيلق القدس. وبذلك، فإن بالإمكان فهم الوجود المتصاعد لحزب الله في نصف  الغربي للكرة الأرضية فقط في سياق مواصلة راعيه الإيراني لأهدافه الإستراتيجية. ففي وجه العقوبات الدولية بسبب مواصلتها السعي للحصول على قدرات السلاح النووي، إستثمرت إيران بشدة في إستراتيجية عالمية لكسرعزلتها الديبلوماسية، تطوير موارد جديدة لمواد إستراتيجية، وتقويض النفوذ الأميركي أينما وُجدت الفرصة لذلك.
لبلوغ هذه الغايات، جعلت إيران من النصف الغربي للكرة الأرضية أولوية لها، بتوسيعها عدد سفاراتها في المنطقة من ست الى عشر سفارات في العام 2010. في كل الأحوال، كان المغيِّر الحقيقي للعبة هو التحالف المطوَّر بين محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني وهوغو تشافيز الرئيس الفنزويلي.
إن سجل هوغو تشافيز الداعم لمجموعات إرهابية كالقوات المسلحة الثورية الكولومبية راسخ جداً، لكن قيامه بصنع قضية مشتركة مع حكومة دينية إسلامية راديكالية بشن حرب لا متماثلة  (طرق غير تقليدية وغير نظامية مستخدمة من قبل خصم أضعف ضد خصم أقوى) ضد الولايات المتحدة تعبِّر حقاً عن عمق تعصبه. لقد سمح لإيران بالتنقيب عن اليورانيوم في فنزويلا وعمل بإجتهاد على تقويض العقوبات الإقتصادية ضد النظام الإيراني ( الذي لأجله فًرضت، بدورها، عقوبات على فنزويلا). علاوة على ذلك، وفي السنوات الأخيرة، تفوقت جزيرة مارغريتا الفنزويلية بصيتها السيئ على منطقة الحدود الثلاثية كملاذ آمن وكمركز لعمليات حزب الله في الأميركيتين.
لكن تشافيز لم يتوقف هناك فحسب. لقد عمل كمحاور رئيس لصالح إيران مع رؤساء دول في المنطقة يحملون عقليته نفسها، بشكل رئيس رافاييل كوريا ( الإكوادور)، وإيفو موراليس ( بوليفيا)، وكلاهما عضو في ' التحالف البوليفي لشعوب أميركا خاصتنا ( ALBA) برعاية تشافيز. وقد قام كلاهما بتأسيس شبكات مريبة مع مجموعات إجرامية عابرة للبلدان. وبحسب شهادة في الكونغرس أدلى بها مؤخراً الصحافي المحقق دوغلاس فرح، فإن هذا الأمر أدى الى ' دمج خط أنابيب الأنشطة الإجرامية - الإرهابية للثورة البوليفية مع خط أنابيب جماعات متطرفة راديكالية ( حزب الله تحديداً) بدعم من النظام الإيراني. إن هكذا روابط لا تقدر بثمن بالنسبة لجماعات كحزب الله، حيث أنها تؤمن لهم الحماية، الملاذ الآمن حيث يشتغلون، وتؤمن حتى المكانة الديبلوماسية والحصانة – من دون أن يكون هناك قواسم مشتركة بالهدف ما عدا التسبب بالضرر للولايات المتحدة.
شبكات حزب الله
الطبيعة المتغيرة لوجود حزب الله في أميركا اللاتينية
&bascii117ll; في العام 2007، إجتمع أحد أعضاء شبكة المؤامرة لتنفيذ هجوم إرهابي على مطار جون ف. كينيدي الدولي في نيويورك مع رجل الدين الإيراني الراديكالي والرجل المعين في النصف الغربي للكرة الأرضية محسن رباني في إيران؛ تم إعتقاله لاحقاً في ترينيداد في الطريق الى فنزويلا، حيث خطط لركوب طائرة متوجهة الى طهران.
&bascii117ll; في خطاب أيلول 2009، حدد النائب العام لنيويورك آنذاك روبرت مورغينثو محاورين رئيسيين لتشافيز مع حزب الله: وزير الداخلية الفنزويلي طارق العيسمي؛ المشتبه به بإصدار جوازات سفر لعملاء حزب الله، والفينزويلي غازي ناصر الدين، الذي حُكم عليه في الولايات المتحدة بصفته ممول إرهابي لحزب الله.
&bascii117ll; في العام 2010، أكد مصدر حساس بأن عمليْن إيرانييْن من حزب الله كانا يقومان في جزيرة مارغريتا الفنزويلية بتدريبات إرهابية للناس الذي تم جلبهم ال هناك من بلدان أخرى في المنطقة.
&bascii117ll; في العام 2010، إعتقلت السلطات المكسيكية جميل نصر في تيجوانا، المكسيك، لمحاولته تأسيس شبكة لحزب الله في المكسيك وعلى إمتداد المنطقة.
&bascii117ll; في 22 آب، 2010، إستضاف هوغو تشافيز قمة جمعت كبار القادة في حماس، حزب الله، والجهاد الإسلامي في كراكاس.
&bascii117ll; في نيسان، 2011، أكد وليد مقلد، المهيمن على تجارة المخدرات الفيزويلية، في مقابلة له على أن عملاء حزب الله يشغلون مختبرات كوكايين في فنزويلا بحماية حكومة البلد.
&bascii117ll; في آب، 2011، ذكرت صحيفة Corriere Della Sera  أن حزب الله أسس خليه له في كوبا لتوسيع نشاطه الإرهابي وربما يسهل هجوماً ما على أهداف يهودية في النصف الغربي للكرة الأرضية.
حدد بحثنا الآتي من مصادر صريحة، خبراء في المسألة المعروضة ومن مصادر حساسة داخل حكومات مختلفة شبكتين إرهابيتين متوازيتين، على الأقل، ومع ذلك متعاونتين بنسبة تنذر بالخطر في أميركا اللاتينية. إحداها يشغلها حزب الله وبمساعدة المتعاونين معه، والأخرى بإدارة قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني. هاتان الشبكتان تضمان أكثر من ثمانين عميلاً في أقل من إثني عشر بلداً على إمتداد المنطقة ( مع تركيز كبير على البرازيل، فنزويلا، الأرجنتين والتشيلي).
شبكة ناصر الدين
غازي ناصر الدين، لبناني الأصل أصبح مواطناً فنزويلياً منذ حوالي عشر سنوات وهو الآن ديبلوماسي من الصف الثاني في سوريا، إنه أبرز داعم لحزب الله في فنزويلا، بسبب دوره الديبلوماسي وعلاقته الوثيقة بطارق العيسمي صديق تشافيز الحميم. فإلى جانب إثنين من إخوته، على الأقل، يدير ناصر الدين شبكة لتوسيع ومد نفوذ حزب الله في فنزويلا وعلى إمتداد أميركا اللاتينية. مستخدماً مكانته الديبلوماسية، بنى ناصر الدين علاقات متينة مع مسؤولي حزب الله، أولاً في لبنان والآن في سوريا.
أما عبدالله، أخ  ناصر الدين، وهو عضو سابق في المجلس التشريعي الفنزويلي، فيستخدم مركزه كنائب رئيس سابق لـ 'فيدرالية الكيانات العربية والأميركية في أميركا اللاتينية' ورئيس فرعها المحلي في فنزويلا للحفاظ على علاقات مع المجتمعات الإسلامية على إمتداد المنطقة.    حالياً يتواجد في جزيرة مارغريتا حيث يدير عمليات تبييض أموال مختلفة ويدير قسم كبير من معاملات حزب الله في مجال الأعمال في أميركا اللاتينية.
الأخ الأصغر عُدي مسؤول عن تأسيس مراكز تدريب شبه عسكرية في جزيرة مارغريتا. يتواجد حالياً في باركيسيميتو، في فنزويلا، على بعد 179 ميلاً جنوب غرب كراكاس، حيث يجند، وبنشاط، فنزويليين من خلال circascii117los bolivarianos  محلية ( لجان مراقبة في الجوار مشكلة من أشد أتباع تشافيز راديكالية) وإرسالهم الى إيران لمتابعة التدريب.
شبكة رباني
يشرف حجة الإسلام محسن رباني، الذي كان الملحق الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بوينس آيرس، الأرجنتين، على شبكة التجنيد لحزب الله. يشغل رباني حالياً منصب مستشار العلاقات الدولية في 'معهد المصطفى الثقافي العالمي' في قم، ومهمته الدعاية للإسلام الشيعي خارج إيران. ورباني، المشار إليه من قبل مجلة ' Veja' البرازيلية الهامة  بعبارة 'البروفسور الإرهابي'، هو من أشد المدافعين المستميتين عن الثورة الإسلامية وهو العقل المدبر الذي يقف خلف العمليتين الإرهابيتين المشهورتين ضد أهداف يهودية في بوينس آيرس في عامي 1992 و1994 ، اللتان أدتا الى مقتل 144 شخصاً.
في ذلك الوقت، تم إعتماد رباني كملحق ثقافي في السفارة الإيرانية في العاصمة الأرجنتينية، التي إستخدمتها إيران كأرض مرحلية للبروباغندا المتطرفة، التجنيد، والتدريب الذي تُوِّج بالهجمات في التسعينات. بالواقع، إنه مستمر اليوم بإستغلال تلك الشبكة من المتحولين عن دينهم من الأرجنتنيين  لتوسيع إمتداد إيران وحزب الله عن طريق توفير السيولة المالية لهم لتفعيلهم في تحديد وتجنيد عملاء على إمتداد المنطقة لجعلهم راديكاليين وللتدريب الإرهابي في فنزويلا وإيران ( تحديداً، مدينة قم).
هناك مسجدين، على الأقل، في بوينس آيرس – مسجد الإمام ومسجد التوحيد – بإدارة مؤيدي  رباني. فالشيخ عبدالله مدني يدير مسجد الإمام، الذي يعمل أيضاً كمركز قيادة لـ ' الرابطة الأرجنتينية – الإسلامية،' إحدى أبرز المراكز الثقافية الإسلامية في أميركا اللاتينية.
أخذ بعض مؤيدي رباني ما تعلموه من معلمهم الخاص في الأرجنتين وكرروه في أماكن أخرى في المنطقة. فالشيخ كريم عبد الباز، أرجنتيني متحول عن دينه الى الإسلام الشيعي، درس على يد رباني في قم مدة خمس سنوات وخلفه في مسجد التوحيد في بوينس آيرس في العام 1993. عبد الباز الآن هو الآن إمام  مركز ثقافي في سانتياغو، التشيلي، يدعى مركز  Centro Chileno Islamico de Pascii117etro Montt. . أما زوجته معصومة أسعد باز، فهي رئيسة رابطة النساء المسلمات الأرجنتينيات، رئيسة تحرير 'المؤذن' ( Moazzen)، ومديرة أنشطة ' لجنة المساعدات والإغاثة الإسلامية الأرجنتينية' و'المعهد الثقافي الإسلامي الأرجنتيني'.
متحول أرجنتيني آخر الى الإسلام الراديكالي ومؤيد لرباني موجود الآن في تشيلي هو الشيخ سهيل أسد، حالياً بروفسور في جامعة سانتياغو يحاضر في جامعات على إمتداد المنطقة ويظهر تكراراً على شاشات التلفزة. ومؤخراً جداً، كان في السلفادور، مؤسساً بذلك لعلاقات مع المجتمع الإسلامي هناك.
لكن الجائزة الحقيقية لشبكة رباني – وحزب الله عموماً – هي البرازيل، موطن حوالي مليون مسلم. لرباني أخ يعيش هناك هو محمد باقر رباني رضوي، الأب المؤسس لـ 'الرابطة الإيرانية في البرازيل،' والذي يزوره وينسق معه بشكل منهجي. شخص آخر من المتعاونين معه هو الشيخ  خالد تقي الدين، سني راديكالي من مسجد Gascii117arascii117lhos في ساو باولو. تقي الدين، الفاعل في النشاطات الجامعة مع المساجد الشيعية للترويج للوحدة بين المذاهب، يعمل أيضاً كأمين عام  لـ 'مجلس قادة المجتمعات والشؤون الإسلامية للبرازيل'.  مصدر حساس ربط ذلك المسجد بشبكة على الحدود الثلاثية سمتها وزارة الخزانة الأميركية بصفتها إحدى الشبكات التي توفر الدعم المالي واللوجستي الرئيس لحزب الله. وبالعودة الى العام 1995 إستضاف تقي الدين زعيم القاعدة أسامة بن لادن والعقل المدبر لهجمات 11/ 9 خالد الشيخ محمد في منطقة الحدود الثلاثية. ووفقاً لمصادر في الإستخبارات البرازيلية إستشهدت بها مجلة 'Veja ' البرازيلية، فإن عشرين من عملاء حزب الله، القاعدة، والجهاد الإسلامي، على الأقل، يستخدمون البرازيل كملاذ آمن لنشاطات إرهابية.
برغم كونه عرضة للإعتقال بموجب بطاقة حمراء من الإنتربول، لا يزال رباني، بحسب ما يقال، يعمل في المنطقة، يسافر بأوراق مزورة ويتصل بمؤيديه السابقين. كان رباني في فنزويلا في شهر آذار الماضي وفي البرازيل في أيلول 2010، حيث يستمر مع أخيه بجهوده في التجنيد.
المكسيك والحدود الأميركية
إن الهاجس الأمني القومي الأميركي المباشر المتصل بنشاط حزب الله في أميركا اللاتينية هو المكسيك، حيث لدى الجماعة الإرهابية إمكانية وصول جاهزة الى الحدود الأميركية. وتتضمن أنشطة حزب الله الرئيسة هناك تهريب البشر وتهريب المخدرات. ووفقاً لشهادة تم الإستماع إليها مؤخراً في الكونغرس، ' تشير إعتقالات متكررة من قبل السلطات المكسيكية لشبكات تهريب البشر مرتبطة بحزب الله على مدى النصف عقد الماضي الى أن هذا النموذج المقلق من النشاط لم يخِف.'
وقد تمكت الإشارة الى قدرة حزب الله على تحريك ونقل عملاء عبر الحدود الأميركيتين في تقرير فريق عمل 'اللجنة الأمنية الوطنية ' لعام 2007 حول التهديدات على طول الحدود: ' لقد سبق ودخل أعضاء في حزب الهة، المنظمة الإرهابية الموجودة في لبنان، الى الولايات المتحدة عبر حدودنا الجنوبية الغربية.'
وفي قضية لافتة، حُكم على سليم بوغدير مشرفيل بعقوبة السجن ست سنوات في العام 2008 بعد إعتقاله في العام 2002 من قبل السلطات المكسيكية بتهمتيْ الجريمة المنظمة وتهريب المهاجرين. كان مشرفيل، وهو مكسيكي من أصول لبنانية يملك مطعماً صغيراً في تيجوانا، المكسيك، جنوب سان دياغو تماماً قد قام بتهريب 200 شخص، بمن فيهم داعمين لحزب الله الى داخل الولايات المتحدة، بحسب ما تردد. هناك قضية ثانية تضم محمد يوسف كوراني، الذي أُدين في العام 2005 في الولايات المتحدة بجرم توفير دعم مادي لحزب الله. فقد قام كوراني برشوة مسؤول مكسيكسي في بيروت للحصول على تأشيرة دخول للسفر الى المكسيك. ومن هناك عبر الحدود الأميركية ودخل الى ديربورن، ميتشغن، حيث يوجد مجتمع لبناني مهاجر لا بأس به، وبدأ  بجمع التبرعات لحزب الله في لبنان. أما أخ كوراني فهو رئيس العمليات العسكرية في جنوب لبنان.
وفي حين أنه لم يكن هناك حالات مسجلة تتعلق بتهريب حزب الله لعملاء عبر الحدود لتنفيذ هجمات إرهابية في الولايات المتحدة، فإن الأمر لا يتعلق لا ' بالإحساس والمشاعر كمقياس للمعرفة'  ولا بكون الموضوع ' مثيراً للمخاوف من دون داع' كي نقلق بشأن ذلك ونرد عليه بإجراءات سياسية مناسبة.
إن بؤرة التركيز الأخرى لحزب الله هي صنع قضية مشتركة مع شبكات تهريب المخدرات في المكسيك ( وفي أماكن أخرى من الأميركيتين). على سبيل المثال، في آذار 2009، قال مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون لصحيفة الواشنطن تايمز بأن العلاقات بين حزب الله وكارتلات المخدرات المكسيكية قد تعززت على إمتداد السنوات القليلة الماضية. وبحسب ما قال مايكل برون، مسؤول رفيع سابق في دائرة مكافحة المخدرات، يعتمد حزب الله على ' نفس مهربي السلاح المجرمين، مهربي الوثائق وخبراء النقل كما هو حال كارتلات المخدرات.'
وبحسب مذكرة داخلية لدائرة شرطة توسكون ( أريزونا) في أيلول 2010، تم تسريبها من قبل مجموعة قراصنة إنترنت، فإن سلطات فرض القانون هناك قلقة من الروابط الموجودة بين منظمات تهريب المخدرات المكسيكية ( DTOs) وحزب الله. فهذه السلطات تشير، بشكل خاص، الى خبرة حزب الله القديمة في إستخدام العبوات الصغيرة المتطورة والسيارات المفخخة والتعقيدات الرهيبة والكارثية لهذا الأمر على الأمن الحدودي إذا ما تم نقل هكذا خبرات وتكنولوجيا الى منظمات تهريب المخدرات المكسيكية.
بحسب المذكرة، ' إن أحداثاً أخيرة تشمل إستخدام عبوات  VBIED(عبوات متفجرة متطورة ضد آليات مدرعة) هي تغيير هام وبارز في التكتيكات الموظفة من قبل منظمات الـ DTO ويتوقع رؤية  صوراً لمفرقعات نارية في سماء الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي لم يتم صنع رابط ما، فإن إستخدام حزب الله المكثف لهذه العبوات يطرح شكوكاً قوية تتعلق بوجود علاقة محتملة مع منظمات تهريب المخدرات المكسيكية.'
التطور المقلق الآخر الي يشير الى علاقة متنامية ما بين حزب الله وكارتلات المخدرات المكسيكية هي أنفاق التهريب المعقدة بشكل متزايد الذي وُجدت على طول الحدود الأميركية – المكسيكية.
 فبحسب الصحافي المحقق دوغلاس فرح، هذه الأنفاق تماثل النماذج المستخدمة من قبل حزب الله في لبنان، ما يرفع الهواجس بأن يكون حزب الله يقدم لمهربي المخدرات التكنولوجيا اللازمة لبناء هكذا نوع من القنوات للتهريب. ويشير فرح أيضاً الى أن عدداً من مسؤولي الإستخبارات وفرض القانون قد ناقشوا علناً وصراحة مسألة ظهور أفراد عصابات تم إعتقالهم في السنوات الأخيرة كانوا قد دخلوا الى الولايات المتحدة وعلى أجسادهم أوشاماً فارسية ومعهم بضائع أخرى تشير الى نفوذ لحزب الله.'
بعض صناع السياسة الأميركيين مدركون بقوة لهذا التهديد. ففي العام الماضي، قامت سو ميريك ( نائبة من الحزب الجمهوري)، عضو في لجنة الإستخبارات التابعة لمجلس النواب الأميركي، بكتابة رسالة الى جانيت نابوليتانو وزيرة الأمن القومي تدعوها فيها الى جمع معلومات إستخبارية أكبر عن نشاطات حزب الله على الحدود الأميركية وطلبت بأن تقوم الأخيرة ' بتشكيل قوة مهمات أمنية داخلية لإشراك مسؤولي فرض القانون مع ضباط الدوريات الحدودية الأميركية والمكسيكية سوياً لرصد وجود حزب الله، أنشطته وصلاته بالعصابات وكارتلات المخدرات.'
بصراحة، سيكون الأمر أكثر من مدهش إن لم يكن هناك من تعاون ما بين حزب الله وكارتلات المخدرات، نظراً للمكاسب الواضحة لكلتي المجموعتين الإجراميتين. فالكارتلات قادرة على الوصول الى خبرة حزب الله في التهريب والمتفجرات وروابطه مع شبكات التهريب في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وحزب الله قادرعلى ترسيخ وجود له في بيئة غير قانونية مع إمكانية وصول جاهزة الى الحدود الأميركية في نفس الوقت الذي يعزز فيه نشاطاً مؤذياً لزعزعة النمسيج الإجتماعي الأميركي.
الإستنتاج
تثبت الأبحاث بأن حزب الله – عبر راعيه الإيراني وفنزويلا – قد أدخل الولايات المتحدة في إستراتيجة هجومية من الحرب اللامتماثلة مصممة لتوسيع نفوذه في منطقة ذات أهمية إستراتيجية للولايات المتحدة، للإضرار بالمصالح الأميركية. ولم يخف حزب الله، إيران أو فنزويلا سراً بخصوص إستراتيجيتهم وأهدافهم.
ولأن حزب الله يتمتع الآن، وبشكل رئيس، بدعم ' رسمي' من قبل بعض الحكومات في أميركا اللاتينية – بما فيها فنزويلا، بوليفيا، الإكوادور ونيكاراغوا – بالإضافة الى عدم إستعداد حكومات أخرى للإعتراف بالتهديد الذي يمثله، يمكننا توقع رؤية وجود لحزب الله في أميركا اللاتينية أكثر نشاطاً وإهلاكاً في السنوات المقبلة. فمرض هوغو تشافيز قد يعقد دعم فنزويلا الخطر لحزب الله  (كان أحمدي نجاد مجبراً على إلغاء زيارة أخرى له لفنزويلا في أيلول 2011 بسبب تدهور الحالة الصحية لتشافيز)، لكن لسوء الحظ، فإن شبكته الإرهابية قد توسَّع حجمها في الأميركيتين. علاوة على ذلك، يشير بحثنا الى أن الهدف الأكثر إغراءً لحزب الله في المنطقة هي البرازيل، إحدى أكبر عشر إقتصادات في العالم مع وجود مليون مسلم في عداد سكانها.
وفي تطوير ردود سياسية فاعلة، ينبغي علينا فهم التهديد الذي نواجهه. فحزب الله ليس  مجرد كيان أكثر إجراماً يعمل في الأميركيتين. فبحسب ما يصرح به دوغلاس فرح، ' إن طبيعة التهديد بالنسبة للولايات المتحدة عندئذ ليس مجرد مخدرات في قنوات إجرامية وليس نشاطات إجرامية تعددية عابرة للبلدان تؤثر مباشرة علينا كل يوم. إنه تأسيس لنفوذ سياسي ومالي ولوجود عسكري لحزب الله، المنظمة الإرهابية التي تتمتع برعاية الدولة الإيرانية، وبدرجة أقل سوريا، بالتنسيق مع دول مستضيفة لتحركاته والتي تكرر نموذجه جنوب الحدود تحديداً'.
ذلك النموذج يعتمد على شخص آخر ليقوم بعملك الوسخ. في هذه الحالة، فإن بلدان ما يسمى ALBA ، التي لا يوحدها شيئ أكثر من المعاداة لأميركا، تستخدم منظمة إرهابية مشهورة بصيتها السيئ لخدمة أجنداتها التدميرية. وأن يكون هذا الأمر يقدم لهم قناة مباشرة الى الحدود الأميركية أمر ينبغي أن يقلق كل صناع السياسة الأميركيين.
لقد حددت الحكومة الأميركية وحكومات أخرى  بعض قادة هذه الشبكات وحكمت عليهم، وقامت وكالات فرض القانون الأميركية – بقيادة دائرة مكافحة المخدرات- بجهود عظيمة لتقييم ومكافحة هذا التهديد برفعها قضايا ضد مسؤولين مسؤولين أجانب ومحاكمة كيانات تجارية توفر الدعم لهذه المنظمة الإرهابية الإجرامية. في كل الأحوال، تتطلب هذه الشبكة الخطيرة إستراتيجية حكومية شاملة، بدءاً بمراجعة للوكالات الداخلية لفهم وتقييم طبيعة متعددة الأوجه لمشكلة عابرة للبلدان؛ تثقيف حكومات صديقة؛ وتنفيذ إجراءات فاعلة أحادياً ومع شركاء مستعدين للتشويش على عملياتهم وتعطيلها.
الرهانات واضحة. ففي زيارة أيار 2011 الى بوليفيا، زعم قائد اللواء في جيش الدفاع الإيراني أحمد وحيدي بأنه في حال حدوث أية مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة فإن ' إيران القوية مستعدة لسحق العدو وللرد القاسي في حال القيام بأي تصرف غير منطقي وعنيف من قبل الولايات المتحدة.' هناك كل الأسباب الموجبة التي تدعو لأن نصدق بأن أي رد من هذا النوع سيستفيد من كل سلاح موجود في الترسانة الإيرانية، بما في ذلك حزب الله. لكن ليس علينا أن نجلس وننتظر الى حين حصول إندلاع في الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإيران لمواجهة جهود حزب الله المستمرة لتمتين وجوده وتوسيع نفوذه في النصف الغربي من الكرة الأرضية.
إن الولايات المتحدة وحكومات أخرى مسؤولة في أميركا اللاتينية بحاجة للتصرف الآن، تحديداً، كي لا يكون علينا الرد لاحقاً.

موقع الخدمات البحثية