قراءات سياسية » كيف تسنى للموارنة بسط نفوذهم على جبل لبنان؟

د. علي أكرم زعيتر
بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام عام 633 م. نشأ بين القبائل العربية المشارِكة في الفتح نوع من النزعة القَبَلية، ما بين القبائل الشمالية المتحدرة من أصول قيسية حجازية وما بين القبائل الجنوبية المتحدرة من أصول يمنية، وقد سرت هذه النزعة بين الأسر والعشائر في جبل لبنان.

ومن أهم الأسر اليمنية والقيسية التي ذاع صيتها في تاريخ جبل لبنان:

ــ يمنية: (آل علم الدين، أرسلان)،
ــ قيسية: (معن، شهاب، البحتري).

عام ١٦٣٣، أطاح العثمانيون بالأمير فخر الدين المعني، وولّوا محله علي علم الدين (يمني)، لكن حكم آل علم الدين لم يدم طويلًا.

 سجل التاريخ لآل علم الدين تمكنهم من القضاء على كامل أفراد الأسرة البحترية القيسية، ما أشعل فتنة هوجاء بين الدروز استمرت لعامين.

فترة انتقالية

عام ١٦٣٥ وصل الأمير ملحم ابن أخ الأمير فخر الدين إلى سدة الحكم، وقد بقي في منصبه حتى وفاته عام ١٦٥٧. بعدها تولى ابنه الأمير أحمد الحكم حتى وفاته في العام ١٦٩٧، وبوفاة الأمير أحمد انقرضت سلالة المعنيين بعد موت آخر ذكورها، ما حدا بالعثمانيين الطلب إلى أهل الجبل التشاور من أجل انتخاب أمير جديد، فوقع الاختيار على أمير مقاطعة راشيا، بشير شهاب الذي سيعرف لاحقًا باسم (بشير الأول ١٦٩٧ ـ ١٧٠٧)، بيد أن العثمانيين شددوا على ضرورة أن يرث الحكم حيدر شهاب، وهو سبط الأمير أحمد (ابن بنته)، ولما كان حيدر صغيرًا فقد أوكل إلى بشير مهمة الوصاية على الحكم ريثما يكبر.

أسباب تنامي النفوذ الماروني في جبل لبنان

تجدر الإشارة أولًا، إلى أن ازدياد أعداد الموارنة في لبنان، جاء بعد نزوح جماعات ضخمة منهم من الداخل الشامي (دمشق، حلب، حوران، حماة)، فما أهم العوامل والأسباب التي حدت بهم إلى النزوح نحو جبل لبنان، وكيف أمكن لهم بسط نفوذهم عليه؟

أ ــ شهد عام ١١٨٠ م. اعتراف كنيسة روما بالموارنة، بعدما عدَّتهم لعقود خلت هراطقة وخارجين عن الإيمان الكاثوليكي الصحيح. وفي عامي ١٥٩٦ و١٧٣٦ عُقد مجمعان مقدسان في قنوبين واللويزة استُكملت خلالهما الإجراءات المطلوبة لانضواء الكنيسة المارونية تحت جناح الكنيسة الكاثوليكية. الأمر الذي عُدَّ فاتحة خير للوجود الماروني في جبل لبنان.
 فمنذ اعتراف كنيسة روما بالموارنة انقلبت أمور أبناء هذه النِّحلة رأساً على عقب، حيث تحولوا من جماعة دينية منبوذة ومطاردة في الآفاق من قبل البيزنطيين الأرثوذكس إلى قوة وازنة تقف خلفها أكبر كنيسة في العالم.

ب ــ عام ١٥٣٥، وبعد مضي ١٩ سنة على انتصار السلطان العثماني سليم الأول على المماليك في معركة مرج دابق عام ١٥١٦، وتمكنه من ضم بلاد الشام إلى سلطانه، عقد ابنه السلطان سليمان القانوني، والبابا فرنسيس الأول معاهدةً، حصلت فرنسا بموجبها على امتيازات عديدة في بلاد الشام، مكنتها لاحقًا من توطيد نفوذ الموارنة في جبل لبنان.

جـ ــ معركة عين دارة التي وقعت عام ١٧١١ بين الدروز اليمنيين بقيادة آل علم الدين (تحديدًا يوسف علم الدين) والدروز القيسيين بزعامة الشهابيين، وعلى رأسهم الأمير حيدر شهاب، والتي انتهت بهزيمة ساحقة لليمنيين، أجلي على إثرها من بقي منهم قسرًا إلى سهل حوران، ما أدى إلى تناقص أعداد الدروز، وهو ما تلقفه موارنة سورية سريعاً فأخذوا ينزحون إلى جبل لبنان بتشجيع من الشهابيين.

د ــ عام ١٥٩٦ أقامت السلطات الكنسية في روما معهدًا تعليميًّا خاصًّا بالموارنة، سرعان ما تحول إلى قبلة لطالبي العلم اللاهوتي من الكهنة والرهبان الموارنة، فكانت أعداد من هؤلاء تصل دوريًّا إلى روما لتتلقى علومها في المعهد ثم تعود أدراجها إلى لبنان، لتبني هناك مدارس وكتاتيب، الأمر الذي أسهم في ارتقاء الموارنة علميًّا، حيث زادت أعداد المتعلمين بينهم، ما حدا بالكثير من المشايخ والمقاطعجية والأمراء إلى الاستعانة بهم في إدارة الأمور المالية وتحرير الرسائل وغير ذلك.

وتجدر الإشارة إلى أن الاستعانة بمتعلمي الموارنة لم يقتصر على المقاطعجيين الموارنة فحسب، وإنما تعدى ذلك إلى الدروز والسنة وغيرهم، كما ذكر كمال الصليبي في كتابه الموسوم بـ (تاريخ لبنان الحديث، ص: ٤٢)، نقلًا عن أحد الرحالة الفرنسيين.

إن تبوء الموارنة مناصب عامة، جراء حاجة حكام المقاطعات والمشيخات وغيرهم لمتعلمين، فتح الباب واسعًا أمامهم للتغلغل في المفاصل العامة، وهو ما انعكس بدوره مزيدًا من بسط النفوذ الماروني.

الجدير ذكره، أن الإرساليات التبشيرية والأديرة التي كان يتولى شؤونها الآباء اليسوعيون والفرنسيسكان والعازاريون والكرمليون، كان لها هي الأخرى دور كبير في إرساء قواعد النهضة العلمية بين الموارنة.

إن علاقة الموارنة بروما وبالغرب عمومًا لم تنقطع يومًا بسبب التبعية الدينية، ما خوّل الموارنة إعادة لملمة أشتاتهم، بعد النكبة التي تعرضوا لها في زمن المماليك، جراء تعاونهم مع الصليبيين.

د ــ في الحقيقة، إن تنامي النفوذ الماروني في لبنان يعود إلى ما قبل تنصُّر أولاد الأمير ملحم شهاب. تحديدًا إلى فترة حكم الأمير فخر الدين المعني الذي منح الكنيسة الكاثوليكية والتي تعد الكنيسة المارونية جزءًا منها ــ كما أسلفنا ــ امتيازات عديدة.

هـ ــ إن التسامح الذي أبداه الدروز حيال المسيحيين في فترة من الفترات كان دافعًا قويًّا في تشجيع هجرة موارنة دمشق وحلب وحوران وكذلك أرثوذكسييها وكاثوليكييها إلى لبنان.

لم يخيل للدروز قط أن المسيحيين يعملون بالتنسيق مع روما وفرنسا على تغيير الواقع الديمغرافي في الجبل. لطالما نظروا إليهم على أنهم أقلية مضطهدة ينبغي مساندتها. لم يشكوا للحظة في نوايا الكنيسة الخفية.

ينقل المؤرخ كمال الصليبي عن الرحالة أو ما أسماه السائح الفرنسي (فولني/Volney) قوله: إن المسيحيين غالبًا ما كانوا يبدون تعصبًا فاضحًا ومزعجًا حيال الدروز والمسلمين، بالمقابل فإن الدروز كانوا يميلون إلى التسامح في تعاملهم معهم.

و ــ ساهم الدعم الخارجي الذي كان الموارنة يتلقونه من الدول الأوروبية في تقوية شوكتهم. إن تبعية الموارنة للكنيسة الكاثوليكية لعبت دورًا كبيرًا في حشد التأييد الأوروبي لهم.
بالمقابل، فإن الطوائف الأخرى لم تحظَ بهذا الحجم من الدعم، بما في ذلك المسلمون السنة الذين كانوا يمثلون طائفة الحكم.

ز ــ ما كاد النصف الأول من القرن الثامن عشر ينقضي، حتى بدأت الاضطرابات والمشاكل تعصف بالإمبراطورية العثمانية. كان ذلك نتيجة طبيعية لحالة الوهن التي وصلت إليها حكومة الباب العالي آنذاك، فعندما تبدأ علامات الضعف تظهر على الإمبراطوريات الكبرى، يكثر الطامعون من حولها.

أثارت حالة الوهن والضعف التي وصلت إليها الإمبراطورية العثمانية، مطلع القرن الثامن عشر  لُعاب بعض ولاتها المحليين، فتمردوا على السلطة المركزية، وراحوا يؤلبون عليها الملل والنحل والأقوام، مستغلين ضعفها وتراجع نفوذها.

هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي، فقد وجد أعداء حكومة الباب العالي التقليديون، كروسيا وفرنسا وعموم أوروبا الفرصة مؤاتية للانقضاض على عدوتهم اللدود، وهكذا دخلت روسيا القيصرية في حرب طاحنة معها امتدت لسنوات.

على أن ذلك وحده ما كان ليشفي غليل القيصر الروسي، فأومأ عينه على الداخل متحيِّنًا الفرصة، حتى وجد ضالته في ظاهر العُمَر، وهو والٍ محلي طموح ومغامر، كانت قد عينته حكومة الباب العالي واليًا على عكا، ولكنه انقلب عليها لاحقًا، بعدما وجد الفرصة سانحةً للاستيلاء على السلطة.

روسيا العدو الخارجي، وظاهر العمر الوالي المتمرد، وهناك على المقلب المصري من الدولة العلية، والٍ آخر أكثر جموحًا من العمر، هو علي بك.

ثلاثة أعداء، على درجة عالية من الخطورة، ما يعني أن الحلقة باتت مكتملة، والإطباق على حكومة الباب العالي قاب قوسين أو أدنى.

أرسل العمر، في إثر الوالي المصري، طالبًا النجدة، فأدركه بجيش لا قِبَل لولاة الشام العثمانيين بمقاومته، يقوده محمد أبو الذهب.

بلوغ أبي الذهب تخوم بلاد الشام، كان كافيًا وحده، لضعضعة أركان الحكم العثماني في تلك الرقعة الجغرافية من العالم، فانهارت الولايات واحدة تلو الأخرى، حتى تسنى لظاهر العمر أن يحكم عكا بسلام، فيما تولى أبو الذهب حكم بلاد الشام قاطبةً من دمشق.

الأمور كانت تسير على ما يرام بالنسبة لظاهر العمر، ولم يكن هناك ما يدعو للقلق أو الريبة، ولكن ليس كل متوقع آت، فقد تعرض للخذلان من كلا حليفيه:

ــ روسيا التي وقعت اتفاقًا مع الدولة العلية، دون أن تعير حليفَها المحلي اهتمامًا، أو تكترث لمصيره.

ــ محمد أبو الذهب الذي انقلب على سيده في مصر، بعدما تلقى وعدًا من حكومة الباب العالي، يقضي بتعيينه واليًا على مصر، إذا ما وافق على التفريط بسيده والإطاحة به.

يُقفل محمد أبو الذهب على رأس جيشه عائدًا إلى مصر، فيعزل سيده ويتولى محله الحكم، ثم تعود روسيا أدراجها بعدما وقعت اتفاق القرم مع حكومة الباب العالي، وهكذا يغدو ظاهر العمر وحيدًا فريدًا، فيقضي نحبه بسلاح أحد حراسه، بعدما أطبق عليه الجيش العثماني من كل النواحي.

إنه العام، ١٧٧٥، عام أفول نجم العمر، وانتهاء مغامرته غير محسوبة النتائج. وعام تولية أحمد باشا الملقب بالجزار مكانه.

والٍ آخر طموح، ولكنه ليس مغامرًا جامحًا كالعمر، عينته الدولة العثمانية على عكا. افتتح عهده بمحاولة توسعة رقعة ولايته، وبسط نفوذه على أراضٍ جديدة، كان من بينها جبل لبنان، مقر حكم الشهابيين، ومعقل الموارنة الرئيس في بلاد الشام.

لعب الجزار على التناقضات والخلافات بين أفراد الأسرة الشهابية، مستغلًّا ولع الجميع بالوصول إلى السلطة، فكان أن ألَّب بشير بن قاسم بن عمر بن حيدر على ابن عم أبيه الأمير يوسف بن ملحم بن حيدر، ثم أمر بعزل الأمير يوسف، وتعيين الأخير مكانه، الأمر الذي فاقم المشكلة، وأجج الصراع داخل الأسرة الشهابية.

بشير بن قاسم المعروف ببشير الثاني الكبير، والذي امتد حكمه من العام 1788 حتى العام 1840، أي زهاء الـ 52 عامًا، استطاع أن يبسط سلطانه على مناطق شاسعة في جبل لبنان ومحيطه، ما أربك الوجود الدرزي والسني والشيعي في المنطقة، لا سيما وأن بشير هذا كان مسيحيًّا متعصبًّا، إذ تشير عدد من المصادر التاريخية المعتبرة إلى أنه ولد مسيحيًّا، وأنه كان يحمل في بواطنه الكثير من النقمة على أبناء الطوائف الأخرى، لا سيما على الدروز الذين ناوؤوه في زمن الشيخ بشير الجنبلاطي، بعدما تمادى في فرض الضرائب والأتاوات عليهم.

يبدو أن العام 1788 كان مفصليًّا بالنسبة للموارنة، فقد حمل معه الكثير من الخير لهم. حاكم مسيحي المولد، مستعد لفعل أي شيء دفاعًا عن طائفته، وبموازاة ذلك وصولي وانتهازي ومحنّك، إذ لم يمنعه شغفه بتبوء الحكم من خيانة وقتل أقرب المقربين له، من داخل الأسرة الشهابية.

كان يعاني من نهم جامح، خوّله فعل كل شي، فهو علاوةً على خيانة نسيبه يوسف والتآمر عليه، ومن ثم التسبب بمقتله على يد أحمد باشا الجزار، قام بإلقاء القبض على أولاده الثلاثة ومن ثم سَمَل أعينهم، وقطع أطرافهم، ولم يستبقِ لهم ذراري خشية أن ينجازوه في المستقبل.

لقد أرهق الفلاحين الدروز والموارنة بالأتاوات، ما حدا بهم إلى الثورة ضده مرارًا وتكرارًا. كان كل همه إرضاء اثنين: نهمه للسلطة بالدرجة الأولى، الكنيسة المارونية بالدرجة الثانية. كان مستعدًا لفعل أي شيء، في سبيل إشباع نهمه، وفي سبيل نيل رضا الكنيسة.

 تجدر الإشارة إلى أن قاسم والد بشير الثاني، كان قد نزح إلى غزير عام ١٧٦٧، على إثر خلافات عائلية، وهناك اعتنق المسيحية، ثم وافته المنية في نفس العام بعدما وضعت زوجته حملها (بشير الثاني).

عاش بشير الثاني طفولة قاسية، لا تشبه طفولة أقرانه من أفراد الأسر الحاكمة. فهو كونه سليل الأسرة الشهابية، كان يفترض به أن يحيى طفولة سعيدة ورغيدة، لكن ما حدث كان العكس، الأمر الذي انعكس على طباعه وسلوكياته، فبدا شخصاً ميالاً للانتقام والعنف والتذمُّر وعدم الرضا على من حوله.

كـ_ عام ١٨٤٠ وقعت فتنة شعواء بين الدروز والموارنة في جبل لبنان على إثر خلاف عائلي بسيط، سرعان ما تطور، وكاد أن يأتي على الأخضر واليابس في الجبل، لولا تدارك الدول الكبرى والدولة العثمانية الأمر، ومسارعتها إلى إقرار ما يعرف بنظام القائمقاميتين ”قائمقامية درزية، وأخرى مارونية“.

مرة أخرى، وجد الموارنة الفرصة مؤاتية لزيادة أعدادهم في الجبل، فكانت أن نزحت جماعات محدودة منهم من أنحاء متفرقة من داخل سورية، بغرض ملء الفراغ الذي أحدثه النظام الجديد في الشق الماروني من الجبل.

لـ بين عامي ١٨٥٨ و١٨٦٠ وقعت فتنة جديدة بين الدروز والموارنة، استغلتها القوى الخمس الكبرى (فرنسا، إيطاليا، بريطانيا، روسيا، بروسيا) جيداً هذه المرة، فأحدثت بمعية الكنيسة المارونية تغييراً سياسياً كبيراً أفضى إلى استبدال نظام القائمقاميتين بنظام المتصرفية.

على المقلب الداخلي، استغل طانيوس شاهين الملقب بزعيم ثورة الفلاحين، الأوضاع الدولية المستجدة، فشرع بمباركة الكنيسة المارونية بشن هجمات انتقامية منظمة على سكان جبيل وكسروان من المسلمين الشيعة، ما حدا بالغالبية العظمى منهم إلى ترك أراضيهم ومنازلهم والهرب إلى بعلبك خوفاً من بطش شاهين وعصاباته المحلية.

"لم يبقَ بعد الهجرة إلا خمسمائة أسرة حمادية معرضة للقتل، وهم كل من لا يزال من الشيعة مقيماً في بلاد جبيل وكسروان"، (د. سعدون حمادة، تاريخ الشيعة في لبنان، ج.٢، ص: ١٩). بهذه العبارة الواضحة اختصر الشيخ حسن همدر، أحد أعيان المسلمين الشيعة في بلاد جبيل وكسروان أحوال العشائر الحمادية الشيعية في جبيل وكسروان، وفقاً لما جاء في وثيقة مكتوبة بخط يده، مؤرخة في ٧ أيلول ١٨٦٠، كان قد أبرقها إلى فؤاد باشا وزير الخارجية العثمانية، يعرض فيها لما حل بالرعايا الحماديين في الجبل عقب المذابح التي ارتكبها طانيوس شاهين في حقهم.

أمام هول المذابح والقتل والتنكيل، لم يبق بمقدور أبناء العشائر الحمادية في جبيل وكسروان فعل شيء سوى:

ــ النزوح والتفرُّق في الأنحاء البعلبكية والهرملية المجاورة.

ــ اعتناق المسيحية بغرض المحافظة على الأرواح والأرزاق.

بعد تفريغ بلاد جبيل وكسروان من سكانها الأصليين، كان بديهياً أن تحل محلهم جماعات أخرى بديلة، فكانت أن نزحت أعداد لا بأس بها من الموارنة من بشري وزغرتا ووادي النصارى وحي الميدان في دمشق وأحياء عديدة من حلب إلى البلاد المذكورة، استكمالاً لمشروع الدول الكبرى الرامي إلى زرع كيانات هجينة في جسد الأمة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد البشري


موقع الخدمات البحثية