قراءات سياسية » جلسة النكد السياسي في بلد العجائب، بلاها أحسن!

د. زكريا حمودان
لا أصدق ما يحصل في الساحة السياسية اللبنانية، لكنني دائمًا لا أستغرب الا شيء واحد، الا وهو السخافة السياسية في لبنان!!!
تحكمني المصطلحات اليوم وأعمل بمنسوب عالي من التخفيف عن نفسي فيما يخص تقبُل هذه المسرحية الهزلية التي يتسابق أغلب الافرقاء إلى تنفيذها، وانطلاقًا من الحرص على بعض العناوين السياسية الداخلية، بتنا في محور المقاومة ملزمين بالسير معهم حيث يريدون أخذنا!!!

مطلوب جلسة وبس، هيك بدهم الخارج

اجتمع الاضداد في غرف مغلقة، تقاطعوا على اسم مرشح، وطلبوا جلسة.
لم يتقاطعوا فقط على المرشح، لقد تقاطعوا ايضًا على ما يطلبه الغرب منهم، وهنا الرواية العجيبة. يزور غبطة البطريرك الراعي فرنسا ليعود بعدها طالبًا جلسة لانتخاب الرئيس بعد تقاطع مريب بين الاضداد على احد اركان منظومة الفساد المالي. هيك بدهم الخارج، يقول احدهم من دعاة التغيير خلال حديثه مع احد الصحفيين!!!
اسئلة عديدة بعهدة الشعب اللبناني الذين يحاول دعاة ايجاد الحلول ان يضحكوا عليه:
١- مرشحهم فاسد ومرتبط بشبكة فساد، وتقاطعوا عليه، اليسوا فاسدين اذًا؟
٢- مرشحهم لا يملك تبني من احد، اذا هل يمكنكم مساءلتهم؟
٣- مرشحهم موظف لدى البنك الدولي، هل بات البنك الدولي ثقة لديكم؟
٤- مرشحهم سهل تلزيمات غير مباشرة ولم تكن ناجحة، هل بتلزيماته المباشرة يستطيع ان ينجح؟

دون الدفاع عن المرشح الأصيل وذات التبني السياسي الواضح بالتزامن مع التفاهمات الاقليمية الايجابية، أبشركم أيها الشعب اللبناني العظيم، مطلوب فقط جلسة لو كان التقاطع بينهم على احد اركان الفساد.

يجب ان لا تحصل الجلسة، احترامًا للبنانيين

الواضح للجميع ان الانقسام الثلاثي الابعاد في المجلس النيابي لن ينتج رئيس للجمهورية، وان ازمة البلد اليوم تحتاج الى ركيزة واحدة واساسية الا وهي الحوار. كما انه بات واضحًا ان الملاذ الآمن للحلول (اذا الحلول مطلوبة) هو انتخاب رئيس بعد الحوار المباشر والواضح.

بالعودة الى الجلسة، من الواضح انها مضيعة للوقت، وهي تشكل ضربة للبنانيين، فلماذا يصرون عليها؟

الواقعية السياسية تقول بأنَّ الجلسة يجب ان لا تحصل، وان يستعاض عنها بجلسة حوار داخل البرلمان، لان الحوار قد يكون مُنتج أقله اذا تحدث الجميع مع بعضهم البعض بواقعية، وحولوا الارقام من الاعلام الى داخل طاولة الحوار، واستعرضوا ما لديهم، ووضعوا عناوين للرئاسة تجيب على هواجس كل فريق، وبعدها يُنتخب رئيس.

ما يحصل اليوم هو نكد سياسي، يخوضه اصحاب التقاطعات الوهمية التي لا يمكن ان تكون مُنتجة، لذلك البداية تكون من تطيير الجلسة المزمع اجراؤها واستبدالها بجلسة حوار وطني يفضي الى جلسة حقيقية لانتخاب رئيس للجمهورية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد البشري


موقع الخدمات البحثية