قراءات سياسية » هل يستعيد حلفاء سوريا والمقاومة مقاعدهم النيابية؟

د. زكريا حمودان

منذ انتهاء الانتخابات النيابية في العام المنصرم تداعى المعنيين للنظر في خروج عدد من حلفاء سوريا المقربين من البرلمان على بسبب تحالفات انتخابية لم تكن لصالحهم في العديد من الدوائر الانتخابية. اليوم بعد الشرخ العميق الذي حصل عندما تقاطع الاضداد لمواجهة دعم ترشيح سليمان فرنجية، عاد الملف الى الواجهة في اطار استعادة الكتلة البرلمانية الصلبة والجامعة لعدد من المقاعد التي كانت ستستطيع ان تساهم في خفض مستوى التصعيد، او حتى ربما كانت ستمنع حصول هكذا تقاطع.

نتائج الانتخابات كانت واعدة

بالرغم من ادعاء البعض انهم حققوا انتصارات وخروقات وضعوها في اطار التغيير الذي حصدته التحركات المدمرة للبلد، لكن الصدمة كانت على الشكل الآتي:

١ــ حصلت اجتماعات مُهينة لبعض مدعي التغيير مع مشغليهم في السفارة الاميركية بعدما تبين ان وعودهم بقلب الطاولة كانت كاذبة وان ما حققوه هو اقل بكثير مما وعدوا به، بالرغم من الامكانيات المتنوعة التي توفرت لهم.

٢ــ تفرق عشاق التغيير من كتلة التغييرين الى كتل متناثرة بسبب غياب الرؤية والمشروع.

٣ــ اثبت معظم المرشحين التغييرين انهم لا يستطيعوا اقناع اللبنانيين بمشاريعهم، وهذا كان جزء من الفشل الانتخابي.

٤ــ اثبتت القوى الوطنية المتحالفة مع المقاومة بأنها الوحيدة التي تمتلك مشروع حقيقي يمكن التعويل عليه في المرحلة المقبلة الى جانب من يجد نفسه قادر على السير في ركب بناء الدولة دون العودة الى التوجيهات الاميركية.

٥ــ رسوب العديد من حلفاء سوريا بسبب خصوصية القانون مقابل نجاح نواب بعدد أصوات زهيد جدًا.

الكيمياء السياسية مازالت موجودة

من عكار، مرورًا بطرابلس وصول الى الكورة وبيروت والجبل والبقاع والجنوب، تتكتل القوى السياسية الوطنية وتلتف حول مشروع المقاومة. مشروع لطالما كان ركيزة لا تتبدل لدى الاحزاب السياسية اللبنانية التي تربطها علاقة متينة مع سوريا، لكنه بعد الانتخابات النيابية الاخيرة والتطورات التي تبعتها عاد ليكون اولوية اضافية الى جانب باقي الاحزاب والشخصيات الوطنية التي عندما يدق ناقوس الخطر تراها حاضرة في ميدان البرلمان.

اليوم تعود هذه القوى لتكون اولوية حتمية، فهي وبحسب نتائج الانتخابات اثبتت انها قادرة حسابيا على استعادة مكانتها اذا ما تمت دراسة خصوصية القانون كما هو مطلوب، واذا ما تم تركيب تحالفات متينة ومناسبة في المرحلة المقبلة.

بحسب الدراسات الاولية، يوجد 10 مقاعد جاهزة لتكون ضمن كنف هذا الفريق على اقل تقدير في حال خيضت المعارك المقبلة بدقة عالية.

بعد طرح فكرة الانتخابات النيابية المبكرة اليوم، يمكننا القول بأنه في حال حصولها او عدمه، إن فكرة إعادة ترتيب الاولويات قد دخلت حيز التنفيذ وهي على الطاولة، يتم بلورتها لتكون جاهزة في استعادة التوازن المحلي الذي فُقد مؤخرًا بسبب بعض الحسابات الانتخابية والسياسية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد البشري


موقع الخدمات البحثية